أسرار أسرع طائرة تجسس في تاريخ الطيران بأكمله : الطائر الأسود SR-71

اسرع طائرة تجسس في العالم

Photo by Airman Magazine/Flickr

في ذروة الحرب الباردة ، كانت طائرات الاستطلاع الاستراتيجية مهمة للغاية ، ففي الأيام التي سبقت أقمار التجسس الصناعية والطائرات بدون طيار ، كانت الطريقة الوحيدة لمعرفة ما يفعله عدوك هي التحليق فوقه ورصد تحركاته ، وكان من الصعب جداً التسلل لتلك المناطق.

كان الحل المثالي هو طائرة التجسس والاستطلاع بعيدة المدى Lockheed SR-71 Blackbird التي تلقب بالطائر الأسود ، تم تصميم طائرة SR-71 منذ عدة عقود لكن لا تزال أسرع طائرة في تاريخ الطيران بأكمله ، صممت لتطير بسرعة تفوق سرعة الصوت بثلاث مرات أو أكثر!

مرحلة التصميم

The U.S. National Archives

في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات ، اشتعلت الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية ، في ذلك الوقت كانت طائرة التجسس المعروفة باسم "لوكهيد دراغون ليدي يو تو" واحدة من أكثر الطائرات التي استخدمتها الولايات من اجل مراقبة خصمها ، حلقت الطائرة على ارتفاع عالي وتمكنت من إجراء استطلاع في عمق المجال الجوي السوفيتي.

أقلعت طائرة "دراغون ليدي U-2" لأول مرة في عام 1955 ، وكانت طائرة تجسس ناجحة للغاية ، لكن لم تكن سريعة ، حيث بلغت سرعتها القصوى حوالي 0.7 ماخ ، لكنها يمكن أن تتجاوز ارتفاع 70000 قدم ، كان هذا مرتفعاً بما يكفي ليتم اعتبارها بعيده عن متناول الدفاعات الجوية السوفيتية.

 U.S.Indo-Pacific Command/Flickr

قامت كل من القوات الجوية الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية بتشغيل "دراغون ليدي U-2" خلال الحرب الباردة ، لكن أتت المفاجأة في عام 1960 عندما تم إسقاط طائرة U-2 وكان على متنها الطيار "فرانسيس غاري باورز" فوق الأراضي الروسية بصاروخ أرض جو ، نجا "باورز" من الحادث واحتجزه السوفييت كأسير حرب ، واستعادوا العديد من أدوات المراقبة بالطائرة.

بعد هذا الحادث قررت الولايات المتحدة تصميم طائرة استطلاع جديدة أكثر قدرة وبسرعة أعلى من طائرة دراغون ليدي U-2 ، كانت أهداف التصميم بسيطة ، يجب أن تكون الطائرة الجديدة غير قابلة للكشف ، وأن لا يستطيع الروس اسقاطها ، كان الهدف هو الطيران على ارتفاع أعلى وأسرع  بما يعادل ثلاثة أضعاف سرعة الصوت وجاء قرار استبدال طائرة U-2 بطائرة SR-71 Blackbird.

SR-71 Blackbird

السرعة والارتفاع

تستطيع طائرة SR-71 الطيران بسرعة تفوق 3.3 ماخ ما يقارب 3530 كم/ساعة ، وأعلى ارتفاع وصلت له هو 85069 قدم - (25929 متر) فوق سطح الأرض.

مواصفات خاصة

85 % من هيكل الطائرة مصنوع من التيتانيوم

صممت طائرة SR-71 لتحلق بسرعة تفوق سرعة الصوت بثلاث مرات ، هذ الأمر أدى إلى ارتفاع درجة حرارة بدن الطائرة بسبب تدفق الهواء فوق هيكلها عند هذه السرعات لذلك تم استخدام سبائك التيتانيوم في 85 بالمائة من هيكل الطائرة ، والتي وفرت قوة استثنائية ومقاومة للحرارة.

The U.S. National Archives

ومن المفارقات أن معدن التيتانيوم كان يعاني من نقص خلال الحرب الباردة ، والولايات المتحدة لديها موارد قليلة منه ، المكان الوحيد على وجه الأرض الذي توجد فيه كميات كبيرة هو داخل الاتحاد السوفيتي ، لشراء ما يكفي من التيتانيوم لبناء الطائرات ، عملت وكالة المخابرات المركزية  الأمريكية بشكل سري ، وشكلت شركات وهمية في دول العالم الثالث لشرائها.

الزجاج الأمامي للطائرة مصنوع من الكوارتز

كان الزجاج الأمامي للطائرة مصنوع من الكوارتز وكان ملحوماً بالموجات فوق الصوتية بإطار من التيتانيوم ، نظراً لأن طرق التثبيت التقليدية ستذوب ، عند تحليق طائرة SR-71 يصل الزجاج الأمامي إلى درجات حرارة تقارب 316 درجة مئوية.

James Gordon via Wikimedia Commons

إطارات مميزة

حتى الإطارات على الطائرة كانت مميزة ، كانت مليئة بالنيتروجين وتم تصنيعها حسب الطلب بواسطة شركة BF Goodrich ، بسعر 2300 دولار لكل إطار.

لا تحتوي على خزانات وقود

بدلاً من خزانات الوقود ، قامت الطائرة بتدوير وقودها تحت البدن الخارجي للهيكل للمساعدة في تبريد نفسها ، وتم تجهيز قمرة القيادة بمبادل حراري خاص لإبعاد الحرارة عن الطيار.

كان الوقود مصدر قلق المصممين ، لتقليل احتمالية حدوث انفجار بسبب درجات الحرارة عند التحليق على سرعات عالية ، تم إنشاء مزيج فريد من وقود الطائرات بنقطة اشتعال عالية جداً ، كان يُعرف باسم JP-7 ، يشاع أنه يمكنك إطفاء سيجارة في دلو من JP-7 دون أن يشتعل!

Photo by Jason/Flickr

مداخل هواء خاصة على المحركات

كان يجب أن تحتوي المحركات أيضاً على مداخل خاصة للتحكم في تدفق الهواء ، كان يمكن للطيار أن يغير وضعية مدخل الهواء على المحركات للتحكم في كمية الهواء الداخل إلى المحرك ، كانت هذه الأجزاء تشبه المسامير الكبيرة لمنع تدفق الهواء الأسرع من الصوت من إتلاف المحركات. 

محدودية التشغيل

كانت طائرة SR-71  تطير مرة واحدة فقط في الأسبوع لأنها تحتاج الكثير من العمل والصيانة بعد كل رحلة استطلاع ، غالبًا ما أدت الحرارة الشديدة إلى عودة الطائرات بأجزاء مفقودة أو فصل في الألواح على جسم الطائرة ، في بعض الأحيان كان يستغرق الأمر أسابيع حتى تكون الطائرة جاهزة للطيران مرة أخرى.

The U.S. National Archives

التكلفة التشغيلية

كان تشغيل SR-71 مكلفاً للغاية ، حيث وصلت الكلفة التشغيلية لها إلى 200000 دولار لكل ساعة ! بالإضافة إلى ذلك ، كان لديها وقود خاص تم ذكرة سابقاً ،  كان هذا الوقود يكلف حوالي 18 ألف دولار لكل ساعة ووفقاً لسعر عملة الدولار لعام 1989!

تحطيم الأرقام القياسية

Photo by PSParrot/Flickr

تحمل طائرة SR-71 العديد من الأرقام القياسية على سبيل المثال:

- حلقت الطائرة من نيويورك إلى لندن ب ساعة واحدة و 54 دقيقة و 56.4 ثانية ، بسرعة وصلت 1806.964 ميلاً في الساعة.

- حلقت من لوس أنجلوس إلى واشنطن العاصمة ب64 دقيقة و 20 ثانية ، بسرعة 2144.8 ميلاً في الساعة.

- في عام 1971 فازت الطائرة بجائزة "Mackay Trophy" لأفضل رحلة طيران في العام لإكمالها 15000 ميل في عشر ساعات ونصف.

- في عام 1972 فازت الطائرة بجائزة "Harmon Trophy" لأفضل إنجاز دولي في مجال الطيران.

مرحلة التقاعد وانهاء الخدمات

تقاعدت طائرة SR-71 في عام 1990 وأعيد استخدامها من قبل القوات الجوية الأمريكية في الفترة مابين 1995 - 1998 ، أيضاً كانت وكالة الفضاء الامريكية ناسا تستخدم طائرة SR-71 في عدد قليل من المهام البحثية حتى عام 1999.

-اقرأ أيضا ً : بعض الحقائق عن طائرة التجسس الغامضة "دراغون ليدي U-2"

ليصلك جديدنا تابعنا على : الفيسبوك , يوتيوب , انستغرام , تويتر , لينكد ان

تعديل المقال