كيف يتم تنظيف وغسل طائرات الركاب التجارية؟
عادةً ما يتم تنظيف
السطح الخارجي للطائرة إما بالماء والمنظفات أو بطريقة "التنظيف الجاف" -
"Dry-Clean" باستخدام
مواد كيميائية مخصصة ، في حالة التنظيف التقليدي للطائرات ، يتم وضع مواد التنظيف أولاً
على المناطق المتسخة من سطح بدن الطائرة وثم يتم رش الماء القوي عالي الضغط على
السطح الخارجي لشطف والأوساخ والأتربة.
ولكن قبل كل ذلك ، يجب تغطية كل مستشعر وفتحة على جسم الطائرة للحماية من الماء
والتلف وعادةً ما يتطلب الأمر آلاف اللترات من الماء لتنظيف الأوساخ "المتأصلة"
على السطح الخارجي للطائرة ونظراً لأن المياه النظيفة سلعة ثمينة ، يمكن اعتبار
طريقة التنظيف هذه إهداراً للموارد.
لذلك ، طورت العديد من شركات الطيران طريقة تنظيف جديدة لجعل تنظيف
الطائرات أكثر فاعلية و"صداقة للبيئة".
على سبيل المثال طورت شركة "طيران الامارات" التي تتخذ من دبي
مقراً لها تقنية "الغسيل الجاف" للطائرات لإزالة البقع كيميائياً من
طائراتها.
يتضمن تنظيف قمرة القيادة للطائرة تعقيم وتطهير لوحة أدوات الطيران ،
وأجهزة التحكم ، وأنظمة الملاحة ، وكإجراء قياسي ، يتم تطهير قمرة القيادة بمناديل
مبللة (Avionics Wipes)
فقط ، كما يوصي مصنعو الطائرات استخدام محلول مائي بنسبة 70٪ من كحول الأيزوبروبيل
(IPA)
كمطهر مع الحرص أثناء استخدامه على الجلد والأسطح الأخرى.
بينما تقوم بعض الخطوط الجوية بتنظيف قمرة القيادة باستخدام تقنية الإضاءة فوق البنفسجية (UVC) على معظم الطائرات لتطهيرها والتخلص من أي فيروسات قد تتواجد على المفاتيح والشاشات التي تعمل باللمس لتزويد الطيارين ببيئة عمل صحية.
الغرض من تنظيف الطائرات ليس تجميلياً فقط
على سبيل المثال تقوم شركة طيران "ساوث ويست" الأمريكية بجدولة
عمليات غسيل طائراتها من نوع بوينغ 737 بشكل دوري ويتم تجهيز كل طائرة لتنظيفها قبل
يوم واحد من موعد فحصها للصيانة.
تنظيف مقصورة الركاب والاجزاء الداخلية للطائرة
أما الأجزاء الداخلية للطائرة ينطبق الشيء نفسه على الممر المخصص للمسافرين
والجزء الخاص بتقديم الخدمات ، حيث يتم مسح الطاولات ومساند الذراعين والأرضيات
والمقاعد والخزائن العلوية بقطع من القماش ومحلول مضاد للبكتيريا ، ويتم استبدال
أغطية المقاعد والوسائد والبطانيات المتسخة بأخرى مغسولة حديثاً.
ومع ذلك ، فإن عملية
التنظيف الشاملة هذه ، والمعروفة باسم "التنظيف العميق" - "Deep
Cleaning" ،
لا تحدث بعد كل رحلة طيران ، قد يتم تنظيف الطائرة بشكل كامل مرة واحدة في الشهر ،
أو مرة كل شهرين ، حسب شركة الطيران.
تنظيف الطائرة بين الرحلات القصيرة والطويلة
بين الرحلات ، يقوم
الطاقم الأرضي بعمل تنظيف سريع او ما يسمى ب "Clean Sweep" للمقصورة ،
وإخراج القمامة والوسائد والبطانيات المتسخة وتنظيف الأرضية بالمكنسة الكهربائية
ومسحها بسرعة وتعقيم المقاعد وطاولات الطعام ، ولا يتم تنظيف أي شيء بالتفصيل.
مدى شمولية "التنظيف السريع" يعتمد على مقدار الوقت الذي تقضيه
الطائرة على الأرض.
تميل شركات الطيران ذات الميزانية المحدودة وشركات الطيران الإقليمية إلى
أن تستغرق وقتاً قصيراً بين الرحلات المقررة , هذا يعني أن لديهم وقتاً محدوداً
لإنزال الركاب ، وإخلاء الطائرة ، والتنظيف ، وصعود الركاب الجدد ، وتحميل حمولة
جديدة ، والمغادرة مرة أخرى في رحلة أخرى.
لذلك سيتعين على طاقم العمال تنظيف مقصورة الركاب بسرعة لتجنب التأخير ، في هذه الحالة قد يتم إهمال تنظيف المراحيض وطاولات تقديم الطعام ولا يتم تنظيف الأرضيات الموجودة أسفل المقاعد.
في المقابل ، في الفترات الفاصلة بين الرحلات الطويلة ، سيكون لدى الطاقم الوقت الكافي لإعداد الطائرة وتجهيزها بالشكل المطلوب.
من المحتمل أن تقوم شركات الطيران ذات التصنيف العالي بتنظيف طائراتها بشكل
أكثر لتجنب "تلطيخ سمعتها" , تقوم هذه الشركات بإعطاء أولوية لتعقيم وتطهير أقسام الدرجة
الأولى ودرجة رجال الأعمال في المقصورة على نطاق واسع لإقناع عملائها ، في حين أن
قسم الدرجة الاقتصادية سيحظى باهتمام أقل.
في المحصلة ينبغي أن
تعمل كل شركات الطيران على ضمان تعقيم وتنظيف طائراتها بشكل صحيح لمنع انتشار الجراثيم بين
البلدان والقارات.